محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٖ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡـٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ} (25)

وقوله تعالى :

25 { لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين } .

{ لقد نصركم الله في مواطن كثيرة } أي في مواقف حروب كثيرة ، ووقعات شهيرة كغزوة بدر وقريظة والنضير والحديبية وخيبر وفتح مكة ، وكانت غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على ما ذكر في ( الصحيحين ) {[4497]} من حديث زيد بن أرقم ، تسع عشرة غزوة . زاد بريدة في حديثه : قاتل في ثمان منهن ويقال : إن جميع غزواته وسراياه وبعوثه سبعون ، وقيل ثمانون . { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم } أي فاعتمدتم عليها ، حيث قلتم لن نغلب اليوم من قلة { فلم تغن عنكم شيئا } أي من أمر العدو ، مع قلتهم { وضاقت عليكم الأرض بما رحبت } أي برحبها وسعتها ، والباء للملابسة والمصاحبة . أي ضاقت مع سعتها عليكم وهو استعارة تبعية ، إما لعدم وجدان مكان يقرون به آمنين مطمئنين من شدة الرعب ، أو أنهم لا يجلسون في مكان كما لا يجلس في المكان الضيق { ثم وليتم مدبرين } أي منهزمين .

/خ27


[4497]:أخرجه البخاري في : 64 كتالب المغازي، 1- باب غزوة العشيرة أو العسيرة حديث رقم 1839. ومسلم في : 32 كتاب الجهاد والسير، حديث رقم 143 (طبعتنا).