جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٖ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡـٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ} (25)

{ لقد نصركم الله في مواطن } : أماكن ، { كثيرة ويوم{[1943]} حنين } ، أي : وموطن يوم حنين{[1944]} واد بين مكة وطائف وقع فيه المقاتلة بعد فتح مكة ، { إذ أعجبكم } ، بدل من يوم حنين ، { كثرتكم } ، المؤمنون اثنا عشر ألفا والكفار أربعة آلاف ، : { فلم تغن } ، أي : لم تدفع الكثرة ، { عنكم شيئا } : من أمر العدو ، { وضاقت عليكم الأرض بما رحبت } ، أي : برحبها وسعتها فلم تجدوا موضعا للقرار تطمئن به نفوسكم ، { ثم وليتم } : فررتم ، { مدبرين } : منهزمين حتى بلغ{[1945]} فلكم مكة وبقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مركزه معه العباس وأبو سفيان{[1946]} .


[1943]:عطف على محل في مواطن ولا محظور فيه أصلا فلا تخف من قعقعة سلاح الزمخشري فليست تحته إلا إخافة وليس بشيء فتدير /12 منه.
[1944]:قدر المضاف في يوم حنين، لأن المتعلقات لا يعطف بعضها على بعض إلا ما هو من جنسه نحو صمت يوم الجمعة ويوم الخميس، ولا يقال صمت يوم الجمعة وفي بلدك وبتقدير المضاف صارا ظرفين مكانيين وجاز أن يقدر في أيام مواطن حتى يكونا زمانيين /12 منه.
[1945]:أي: منهزموكم يستوي فيه الواحد والجمع/12.
[1946]:ابن حارث بن عبد المطلب وابنه جعفر وعلي بن أبي طالب وربيعة بن الحارث والفضل بن عباس وأسامة بن زيد وأيمن بن عبيد وثبت معه أبو بكر وعمر فكانوا عشرة رجالا/12 وجيز.