قوله : { لَّقَدْ صَدَقَ } : صَدَقَ يتعدَّى لاثنين ثانيهما بحرفِ الجرِّ يُقال : صَدَقْتُكَ في كذا . وقد يُحْذَفُ كهذه الآيةِ .
قوله : " بالحَقِّ " فيه أوجهٌ ، أحدُها : أَنْ يتعلَّق ب " صدق " . الثاني : أَنْ يكونَ صفةً لمصدرٍ محذوفٍ أي : صِدْقاً مُلْتَبساً بالحق . الثالث : أَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه حالٌ من " الرؤيا " أي : مُلْتبسةً بالحق . الرابع : أنَّه قسمٌ وجوابُه " لَتَدْخُلُنَّ " فعلى هذا يُوقف على " الرؤيا " ويُبْتَدَأُ بما بعدَها .
قوله : " لَتَدْخُلُنَّ " جوابُ قسمٍ مضمرٍ ، أو لقوله : " بالحق " على ذلك القولِ . وقال أبو البقاء : " و " لَتَدْخُلُنَّ " تفسيرٌ للرؤيا أو مستأنَفٌ أي : والله لَتَدْخُلُنَّ " ، فجعل كونَه جوابَ قسمٍ قسيماً لكونِه تفسيراً للرؤيا . وهذا لا يَصِحُّ البتةَ ، وهو أَنْ يكونَ تفسيراً للرؤيا غيرَ جوابٍ لقسم ، إلاَّ أَنْ يريدَ أنه جوابُ قسمٍ ، لكنه يجوزُ أَنْ يكونَ هو مع القسم تفسيراً ، وأن يكونَ مستأنفاً غيرَ تفسيرٍ وهو بعيدٌ من عبارته .
قوله : " آمِنين " حالٌ مِنْ فاعل " لَتَدْخُلُنَّ " وكذا " مُحَلِّقين ومُقَصِّرِين " ، ويجوزُ أَنْ يكونَ " مُحَلِّقين " حالاً مِنْ " آمِنين " فتكونَ متداخلةً .
قوله : " لا تَخافون " يجوزُ أَنْ يكونَ مستأنفاً ، وأنْ يكونَ حالاً ثالثةً ، وأَنْ يكونَ حالاً : إمَّا مِنْ فاعل " لَتَدْخُلُنَّ " أو مِنْ ضميرِ " آمنين " أو " مُحَلِّقين " أو " مقصِّرين " . فإن كانَتْ حالاً مِنْ " آمِنين " أو حالاً من فاعل " لَتَدْخُلُنَّ " فهي حالٌ للتوكيد و " آمنين " حالٌ مقاربةٌ ، وما بعدها حالٌ مقدرةٌ إلاَّ قولَه : " لا تَخافون " إذا جُعِل حالاً فإنها مقارنةٌ أيضاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.