الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (51)

قوله تعالى : { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } : مبتدأ وخبر ، وهذه الجملة لا محلَّ لها لأنها مستأنفةٌ ، سيقت تعليلاً للنهي المتقدم ، وزعم الحوفي أنَّها في محلِّ نصبٍ نعتاً ل " أولياء " ، والأولُ هو الظاهر ، والضمير في " بعضهم " يعودُ على اليهود والنصارى على سبيل الإِجمال ، والقرينة تبيِّن أنّ بعضَ اليهودِ أولياءُ بعض ، وأنَّ بعضَ النصارى أولياء بعضٍ ، وبهذا التقريرِ لا يُحتاج كما زعم بعضُهم إلى تقدير محذوف يَصِحُّ به المعنى وهو : بعض اليهود أولياء بعض ، وبعض النصارى أولياء بعض ، قال : لأنَّ اليهود لا يتولَّوْن النصارى ، والنصارى لا يتوَلَّوْن اليهود ، وقد تقدَّم جوابه .