الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدۡ وَلَن تُغۡنِيَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (19)

قوله تعالى : { وَلَن تُغْنِيَ } : قرأ الجمهور بالتاء من فوق لتأنيث الفئة . وقرئ " ولن يُغْني " بالتاء من تحت لأن تأنيثه مجازي وللفصلِ أيضاً . " ولو كَثُرَت " هذه الجملةُ الامتناعية حالية ، وقد تقدَّم تحقيق ذلك .

قوله : { وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } قرأ نافع وابن عامر وحفصٌ عن عاصم بالفتح والباقون بالكسر . فالفتح من أوجه أحدها : أنه على لام العلة تقديره : ولأن الله مع المؤمنين كان كيت وكيت . والثاني : أنَّ التقدير : ولأن الله مع المؤمنين امتنع عنادهم . والثالث : أنه خبرُ مبتدأ محذوف ، أي : والأمر أن الله مع المؤمنين . وهذا الوجهُ الأخيرُ يَقْرُب في المعنى مِنْ قراءة الكسر لأنه استئناف .