غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدۡ وَلَن تُغۡنِيَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (19)

11

{ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } وقال عكرمة : قال المشركون : اللهم لا نعرف ما جاء به محمد فافتح بيننا وبينه بالحق فنزلت . وروي أن أبا جهل قال يوم بدر : اللهم أينا كان أفجر وأقطع للرحم فأحنه اليوم أي فأهلكه . وقيل : إنه خطاب للمؤمنين الذين استغاثوا الله وطلبوا النصر . ثم خاطب الكفار بقوله { وأن تنتهوا } أي عن عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم { فهو خير لكم } وأسلم وإن تعودوا لمحاربته نعد لنصرته عليكم . وجوّز بعضهم أن يكون الخطاب في الجميع للمؤمنين أي إن تكفوا عن المنازعة في أمر القتال أو عن طلب الفداء فهو خير لكم { وإن تعودوا } إلى تلك المنازعات { نعد } إلى ترك نصرتكم . ثم ختم الآية بقوله { وإن الله مع المؤمنين } تقديره على قراءة الفتح ولأن الله معين المؤمنين كان ذلك .

/خ19