جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدۡ وَلَن تُغۡنِيَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (19)

{ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } المشركون حين خرجوا تعلقوا بأستار الكعبة ، وقالوا اللهم انصر أعلى الجندين وأكرم الحزبين وأهدى الفئتين ، أو قال أبو جهل يوم بدر : اللهم أهلك أيتنا{[1829]} أقطع للرحم ، فيقول تعالى : إن طلبتم الفتح للأكرمين أو لواصل الرحم ، فقد استجاب الله تعالى ، فالخطاب على سبيل التهكم { وإن تنتهوا } عن الشرك { فهو خير لكم وإن تعودوا } : إلى الكفر والمحاربة { نعد } لكم بمثل وقعة بدر { ولن تغني } : ترفع { عنكم فئتكم } : جماعتكم { شيئا } من الإغناء أو المضار { ولو كثرت } فئتكم { وأن الله مع المؤمنين } : بالنصر{[1830]} ، فلا يغلبون ، ومن قرأ " أن " بفتح الهمزة تقديره : لأن الله مع المؤمنين وقعت تلك الواقعة .


[1829]:رواه أحمد والنسائي، والحاكم وصححه/12 وجيز [أخرجه أحمد (5/431) والحاكم (2/328) وقال: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي. وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(3/318) وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وغيرهم].
[1830]:بالنصر في الدارين، ولما من على المؤمنين بإهلاك أعدائهم وتداوي دائهم، حثهم على الطاعة وعدم مشابهة الأعداء فقال "يا أيها الذين آمنوا" /12 وجيز.