الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (24)

قوله تعالى : { بَيْنَ الْمَرْءِ } : العامَّةُ على فتح الميم ، وقرأ ابن أبي إسحاق بكسرِها على إتباعها لحركة الهمزة وذلك أن في " المَرْء " لغتين أفصحُهما على فَتْح الميم مطلقاً . والثانية بإتباع الميم لحركة الإِعراب ، فتقول : هذا مُرْءٌ بضم الميم ورأيت مَرْءاً بفتحها ، ومررت بمِرْءٍ بكسرها . وقرأ الحسن والزهري بفتح الميم وتشديد الراء . وتوجيهُها أن يكون نَقَلَ حركة الهمزة إلى الراء ، ثم ضَعَّف الراء وأجرى الوصل مُجْرى الوقف .

قوله : " وأنه " يجوز أن تكون الهاء ضمير الأمر والشأن ، وأن تعودَ على الله تعالى ، وهو الأحسنُ لقوله " الله " .