البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِۦ لَعۡنَةٗ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ بِئۡسَ ٱلرِّفۡدُ ٱلۡمَرۡفُودُ} (99)

فيوم معطوف على موضع في هذه ، والمعنى : أنهم ألحقوا لعنة في الدنيا وفي الآخرة .

قال الكلبي : في هذه لعنة من المؤمنين أو بالغرق ، ويوم القيامة من الملائكة أو بالنار .

وقال مجاهد : فلهم لعنتان ، وذهب قوم إلى أنّ التقسيم هو أنّ لهم في الدنيا لعنة ، ويوم القيامة يرفدون به فهي لعنة واحدة أولاً ، وقبح ارفاداً آخراً انتهى .

وهذا لا يصح لأنّ هذا التأويل يدل على أنّ يوم القيامة معمول لبئس ، وبئس لا يتصرف ، فلا يتقدم معمولها عليها ، فلو تأخر يوم القيامة صح كما قال الشاعر :

ولنعم حشو الدرع أنت إذا *** دعيت نزال ولج في الذعر

وقال الزمخشري : بئس الرفد المرفود رفدهم ، أي : بئس العون المعان ، وذلك أنّ اللعنة في الدنيا رفد للعذاب ومدد له ، وقد رفدت باللعنة في الآخرة .

وقيل : بئس العطاء المعطى انتهى .

ويظهر من كلامه أنّ المرفود صفة للرفد ، وأنّ المخصوص بالذم محذوف تقديره : رفدهم ، وما ذكر من تفسيره أي بئس العون المعان هو قول أبي عبيدة ، وسمى العذاب رفداً على نحو قولهم : تحية بينهم ضرب وجيع .

وقال الكلبي : الرفد الرفادة أي بئس ما يرفدون به بعد الغرق النار .