أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٖ مِّن قَلۡبَيۡنِ فِي جَوۡفِهِۦۚ وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُ ٱلَّـٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَٰهِكُمۡۖ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ} (4)

شرح الكلمات :

{ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } : أي لم يخلق الله رجلاً بقلبين كما ادعى بعض المشركين .

{ تظاهرون منهن أمهاتكم } : يقول الرجل لامرأته : أنت عليّ كظهر أمي .

{ وما جعل ادعياءكم أبناءكم } : أي ولم يجعل الدعيَّ ابنا لمن ادّعاه .

{ ذلكم قولكم بأفواهكم } : أي مجرد قول باللسان لا حقيقة له في الخارج فلم تكن المرأة أماً ولا الدعي ابنا .

المعنى :

لما كان القلب محط العقل والإِدراك كان وجود قلبين في جوف رجل واحد يحدث تعارضاً يؤدي إلى الفساد في حياة الإِنسان ذي القلبين لم يجعل الله تعالى لرجل قلبين في جوفه كما ادعى بعض أهل مكة أن أبا معمر جميل بن معمر الفهري كان له قلبان لما شاهدوا من ذكائه ولباقته وحذقه وغره ذلك فقال إن لي قلبين أعقل بهما أفضل من عقل محمد صلى الله عليه وسلم فكانت الآية رداً عليه قال تعالى { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } وفيه إشارة إلى أنه لا يجمع بين حب الله تعالى وحب أعدائه وطاعة الله وطاعة أعدائه ، وقوله ، { وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم } أي لم يجعل الله تعالى المرأة المظاهر ومنها أُماً لمن ظاهر منها كأن يقول لها أنت عليّ كظهر أُمي وكان أهل الجاهلية يعدون الظهار محُرِّماً للزوجة كالأم فأبطل الله تعالى ذلك وبيّن حكمه في سورة المجادلة ، وأن من ظاهر من امرأته يجب عليه كفارة : عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا .

وقوله تعالى { وما جعل أدعياءكم أبناءكم } أي لم يجعل الله الدعيّ ابنا إذ كانوا في الجاهلية وفي صدر الإِسلام يطلقون على المتبنَّي ابنا فيترتب على ذلك كامل حقوق البنوة من حرمة التزوج بامرأته إن طلقها أو مات عنها ، وقوله { ذلكم قولكم بأفواهكم } أي ما هو إلا نطق بالفم ولا حقيقة في الخارج له إذ قول الرجل للدعيّ أنت ولدي لم بُصيِّرة ولده وقول الزوج لزوجته أنت كأمي لم تكن أماً له . وقوله تعالى { والله يقول الحق } فلا يطلق على المظاهر منها لفظ أم ، ولا على الدعي لفظ ابن ، { وهو يهدي السبيل } أي الأقوام والأرشد سبحانه لا إله إلا هو .

الهداية :

من الهداية :

إبطال التحريم بالظهار الذي كان في الجاهلية .

ابطال عادة التبنّي ، وما يترتب عليها من حرمة نكاح امرأة المتبنّى .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٖ مِّن قَلۡبَيۡنِ فِي جَوۡفِهِۦۚ وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُ ٱلَّـٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَٰهِكُمۡۖ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ} (4)

{ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } هذا تكذيب لبعض من قال من الكافرين إن لي قلبين أفهم بكل واحد منهما أكثر مما يفهم محمد فأكذبه الله تعالى قيل إنه ابن خطل { وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم } لم يجعل نساءكم اللائي تقولون هن علينا كظهور أمهاتنا في الحرام كما تقولون وكان هذا من طلاق الجاهلية فجعل الله في ذلك كفارة { وما جعل أدعياءكم } من تبنيتموه { أبناءكم } في الحقيقة كما تقولون { ذلكم قولكم بأفواهكم } قول بالفم لا حقيقة له { والله يقول الحق } وهو أن غير الابن لا يكون ابنا { وهو يهدي السبيل } أي السبيل المستقيم