{ تظاهرون } تقولون للزوجة : أنت علي كظهر أمي ، والمعنى : أنت محرمة علي لا تركبين كما لا يركب ظهر الأم .
{ أدعياءكم } جمع دعي ، وهي الذي يدعي ابنا[ يتبنى ] .
{ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواههم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل4 }
أبطلت الآية الكريمة مزاعم ثلاثة كان الناس يتعارفون عليها : فليس صحيحا ما يدعي من أن لرجل أكثر من قلب ، ومنكر وزور أن يقول رجل لزوجته : أنت علي كظهر أمي ، فما بهذا صارت الزوجة أما ، وإنما الأم من ولدته ، فألزمكم عقوبة لكم كفارة ، كما لا يرضى ربكم أن تجعلوا من تبنيتم ابنا ينسب إليكم ، إنما هو قول بالأفواه ، [ وعرف خاطئ لا يغير حقائق الألفاظ الشرعية ]{[3595]} ولا يثبت بهذه الدعوى نسب الذي ادعيت بنوته ، ولا تصير الزوجة أما بقول الرجل لها : أنت علي كظهر أمي ، وما يقوله ربنا هو الصدق والعدل ، وهو سبحانه يرشد ويدل على طريق الخير ، ويحبب إلى السعداء الإيمان والقسط والبر . [ ومعنى التنكير في { رجل } وزيادة{ من } الاستغراقية : التأكيد ، كأنه قيل : ما جعل الله لنوع الرجال ولا لواحد منهم قلبين البتة ]{[3596]} .
والمراد : ما خلق سبحانه لأحد أو لذي قلب من الحيوان مطلقا قلبين ، فخصوص الرجل ليس بمقصود ، وتخصيصه بالذكر لكمال لزوم الحياة فيه ، فإذا لم يكن ذلك له فكيف بغيره من الإناث ؟
قال مجاهد : نزلت في رجل من قريش كان يدعى ذا القلبين من دهائه ، وكان يقول : إن لي في جوفي قلبين ، أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد ! وقيل : لا يجتمع الكفر والإيمان بالله تعالى في قلب ، كما لا يجتمع قلبان في جوف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.