تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٖ مِّن قَلۡبَيۡنِ فِي جَوۡفِهِۦۚ وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُ ٱلَّـٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَٰهِكُمۡۖ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ} (4)

{ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } تفسير الكلبي : أن رجلا من قريش يقال له : جميل كان حافظا لما سمع ، فقالت قريش : ما يحفظ جميل ما يحفظ بقلب واحد ؛ إن له لقلبين ! فأكذبهم الله في ذلك{[1080]} .

{ وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم } يعني : إذا قال

الرجل لامرأته : أنت عليّ كظهر أمي ، لم تكن مثل أمه في التحريم أبدا ، ولكن عليه كفارة الظهار { وما جعل أدعياءكم أبناءكم } وكان الرجل في الجاهلية يكون ذليلا فيأتي الرجل ذا القوة والشرف فيقول : أنا ابنك ، فيقول : نعم ، فإذا قبله واتخذه ابنا أصبح أعز أهله ؛ وكان زيد بن حارثة منهم . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبناه يومئذ على ما كان يصنع في الجاهلية ، وكان مولى لرسول الله ؛ فلما جاء الإسلام أمرهم الله أن يلحقوهم بآبائهم ؛ فقال : { وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم } يعني : ادعاءهم هؤلاء ، وقول الرجل لامرأته : أنت عليّ كظهر أمي .


[1080]:انظر: جامع الأصول لابن الأثير (2/305). والفتح الرباني (18/233)، والطبري (21/74)، وزاد المسير (6/249)، والدر المنثور (5/180)، واللباب للسيوطي (171).