ثم قال تعالى : { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } .
هذا تكذيب لقوم من المنافقين زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذو قلبين : قاله ابن عباس{[55255]} .
وعن ابن عباس أيضا أنه نزلت في رجل من قريش يسمى من حدة ذهنه ذا القلبين فنفى الله ذلك عنه{[55256]} .
وقال مجاهد : قال رجل من بني فهر{[55257]} : إن في جوفي قلبين ، أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد ، فكذبه الله{[55258]} .
وقال الحسن : كان رجل يقول : لي نفس تأمرني ونفس تنهاني ، فأنزل الله فيه ما تسمعون{[55259]} .
وقال قتادة وعكرمة : كان رجل يسمى ذا القلبين ، فأنزل الله فيه هذه الآية{[55260]} .
وعن قتادة أنه قال : كان رجل لا يسمع شيئا إلا وعاه ، فقال الناس : ما يعي هذا إلا أن له قلبين ، فكان يسمى ذا القلبين فأنزل الله ذلك ونفاه{[55261]} .
وقال الزهري : نزلت في زيد بن حارثة{[55262]} . ضرب الله له مثلا يقول : ليس ابن رجل هو ابنك يا محمد{[55263]} .
وقيل : المعنى ما جعل الله لرجل قلبا يحب به ، وقلبا يبغض به ، وقلبا يكفر به ، وقلبا يؤمن به .
ثم قال : { وما جعل أزواجكم اللائي تظهرون منهن أمهاتكم } .
أي : ولم نجعل أزواجكم بقولكم : هي علي كظهر أمي أمهاتكم ، بل جعل ذلك من قولكم كذبا ، فألزمكم الكفارة عليه عقوبة على كذبكم .
ثم قال تعالى : { وما جعل أدعياءكم أبناءكم } .
أي : ولم يجعل ابن غيرك هو ابنك بدعواك ذلك وقولك .
ونزل هذا على النبي صلى الله عليه وسلم لأجل تبنيه لزيد بن حارثة ، قاله مجاهد{[55264]} وغيره .
ثم قال : { ذلكم قولكم بأفواهكم } أي : دعواكم يا بني لمن ليس هو ابن لكم قول منكم لا حقيقة له .
{ والله يقول الحق } أي : الصدق .
وقيل : المعنى قولكم لأزواجكم : هي{[55265]} علي كظهر أمي ، قول منكم لا حقيقة له لأنها ليست بأم لكم .
ثم قال : { وهو يهد السبيل } أي : يبين لعباده طريق الحق والرشاد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.