التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٖ مِّن قَلۡبَيۡنِ فِي جَوۡفِهِۦۚ وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُ ٱلَّـٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَٰهِكُمۡۖ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ} (4)

قوله تعالى { . . . وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم } .

قال الشيخ الشنقيطي : وقد بين الله جل وعلا في قوله هنا { وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهم أمهاتكم } ، أن من قال لامرأته : أنت علي كظهر أمي : لا تكون أما له بذلك ، ولم يزد هنا على ذلك ، ولكنه أوضح هذا في سورة المجادلة ، فبين أن أزواجهم اللائي ظاهروا منهن لسن أمهاتهم وأن أمهاتهم هن النساء اللاتي ولدنهم خاصة دون غيرهن ، وأن قولهم : أنت علي كظهر أمي منكر من القول وزور .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله { وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم } : أي ما جعلها أمك ، فإذا ظاهر الرجل من امرأته ، فإن الله لم يجعلها أمه ، ولكن جعل فيها الكفارة .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ، قوله : { أدعياءكم أبناءكم } قال : نزلت هذه الآية في زيد بن حارثة . وكان النبي صلى الله عليه وسلم تبناه .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { وما جعل أدعياءكم أبناءكم } وما جعل دعيك ابنك ، يقول : إذا دعى رجل رجلا وليس بابنه { ذلكم قولكم بأفواهكم } .