{ مَّا جَعَلَ{[4047]} اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } لم ير في حكمته أن يجعل لأحد قلبين لأن القلب سلطان ولا يليق بمملكة إلا سلطان واحد ، { وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ } والمظاهرة مثل أن تقول : أنت كظهر أمي وفي الجاهلية بالمظاهرة تحصل الفرقة الأبدية وتصير كالأم ، وتعديته بمن لتضمنه معنى التجنب والتباعد ، { أُمَّهَاتِكُمْ } : إن أمهاتكم إلا اللائي ولدنكم والأمهات مخدومات والزوجات خادمات ، { ومَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ } : الذين تدعونهم ولدا ، { أَبْنَاءكُمْ } ، فإن البنوة أمر ذاتي والتبني عارضي فكيف يكون هو إياه ، فحاصله أنه تعالى كما لم ير في حكمته أن يجعل لأحد قلبين فيفعل بأحدهما غير ما يفعل بالآخر لئلا يكون أحدهما فضلة غير محتاج إليه فيؤدي إلى اتصاف شخص بالعلم ، والظن والمحبة والكراهية وغيرهما في حالة واحدة ولم ير أيضا أن تكون امرأة لرجل مخدومة وخادمة وأن يكون رجل دعيّا غير أصيل وابنا أصيلا وعن بعض السلف إن الأولين للثالث أي : كما لا يكون لرجل قلبان ، ولا يصير غير الأم أُمّا كذلك لا يكون الدعي ابنا فلا تسموا زيد بن حارثة مولى النبي الذي تبناه قبل النبوة زيد بن محمد ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) [ الأحزاب : 40 ] ، وعن كثير{[4048]} من السلف إن الأول نزل في شخص يقال له ذو القلبين يقول : لي قلبين أعقل بكل ، أفضل من عقل محمد ، وعن بعض : لما سها{[4049]} عليه السلام في صلاته قال المنافقون : له قلبان ، قلب معهم ، وقلب معكم ، { ذَلِكُمْ } : إشارة إلى المجموع أو إلى الأخير ، { قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ } لا حقيقة له ، { وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ } : المطابق للواقع ، { وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ } : طريق الحق ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.