أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{كَيۡفَ يَهۡدِي ٱللَّهُ قَوۡمٗا كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ وَشَهِدُوٓاْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقّٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (86)

شرح الكلمات :

{ كيف يهدي الله قوما } : الاستفهام هنا للاستبعاد ، والهداية الخروج من الضلال .

{ البينات } : الحجج من معجزات الرسل وآيات القرآن المبيّنة للحق فى المعتقد والعمل .

{ الظالمين } : المتجاوزين الحد في الظلم المسرفين فيه حتى أصبح الظلم وصفاً لازماً لهم .

المعنى :

ما زال السياق في أهل الكتاب وإن تناولت غيرهم ممن ارتد عن الإِسلام من بعض الأنصار ثم عاد إلى الإِسلام فأسلم وحسن إسلامه ففي كل هؤلاء يقول تعالى : { كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم } فقد كفر اليهود بعيسى عليه السلام ، وشهدوا أن الرسول محمداً حق وجاءتهم الحجج والبراهين على صدق نبوته وصحة ما جاء به من الدين الحق ، والله حسب سنته في خلقه لا يهدي من أسرف في الظلم وتجاوز الحد فيه فأصبح الظلم طبعاً من طباعه فلهذا كانت هداية من هذه حاله مستبعدة للغاية ، وإن لم تكن مستحيلة .

الهداية

/ذ86