{ كَيْفَ يَهْدِى الله قَوْمًا } كيف يلطف بهم وليسوا من أهل اللطف ، لما علم الله من تصميمهم على كفرهم ، ودل على تصميمهم بأنهم كفروا بعد إيمانهم وبعد ما شهدوا بأن الرسول حق ، وبعدما جاءتهم الشواهد من القرآن وسائر المعجزات التي تثبت بمثلها النبوّة وهم اليهود كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا مؤمنين به ؛ وذلك حين عاينوا ما يوجب قوّة إيمانهم من البينات . وقيل : نزلت في رهط كانوا أسلموا ثم رجعوا عن الإسلام ولحقوا بمكة ، منهم طعمة بن أبيرق ، وَوَحْوَحُ بن الأسلت ، والحرث بن سويد بن الصامت .
فإن قلت : علام عطف قوله { وَشَهِدُواْ } ؟ قلت : فيه وجهان : أن يعطف على ما في إيمانهم من معنى الفعل ؛ لأن معناه بعد أن آمنوا ، كقوله تعالى : { فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن } [ المنافقين : 10 ] وقول الشاعر :
. . . لَيْسُوا مُصْلِحِينَ عَشِيرَةً*** وَلاَ نَاعِبٍ . . . . . . . . . . . .
ويجوز أن تكون الواو للحال بإضمار «قد » بمعنى كفروا وقد شهدوا أن الرسول حق { والله لاَ يَهْدِي } لا يلطف بالقوم الظالمين المعاندين الذين علم أن اللطف لا ينفعهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.