أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{مَّآ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَۚ وَأَرۡسَلۡنَٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولٗاۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا} (79)

شرح الكلمات :

{ من حسنة } : الحسنة ما سرّ ، والسيئة ما ضرّ .

المعنى :

77م/

أما الثالثة والأخيرة في هذا السياق وهي قوله تعالى : { ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك } الآية فإن الله تعالى يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم فيخبره بأن الحسنة من الله تعالى إذ هو الآمر بقولها أو فعلها وموجد أسبابها والموفق للحصول عليها ، أما السيئة فمن النفس إذ هي التي تأمر بها ، وتباشرها مخالفة فيها أمر الله أو نهيه ، فلذا لا يصح نسبتها إلى الله تعالى .

وقوله تعالى : { وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيداً } يُسلي به رسوله عما يلاقيه من أذى الناس وما يصادفه من سوء أخلاق بعضهم كالذين ينسبون إليه السيئة تطيراً به فيخبره بأن مهمته أداء الرسالة وقد أداها والله شاهد على ذلك ويجزيك عليه بما أنت أهله وسيجزي من رد رسالتك وخرج عن طاعتك وكفى بالله شهيدا .

الهداية :

من الهداية :

- الحسنة من الله والسيئة من النفس إذ الحسنة أمر الله بأسبابها بعد أن أو جدها وأعان عليها ، وأبعد الموانع عنها والسيئة من النفس لأن الله نهى عنها وتوعد على فعلها ، ولم يوفق إليها ولم يعن عليها فهي من النفس لا من الله تعالى .