الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{مَّآ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَۚ وَأَرۡسَلۡنَٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولٗاۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا} (79)

ثم قال { مَا أَصَابَكَ } يا إنسان خطاباً عاماً { مِنْ حَسَنَةٍ } أي من نعمة وإحسان { فَمِنَ الله } تفضلاً منه وإحساناً وامتناناً وامتحاناً { وَمَا أصابك مِن سَيّئَةٍ } أي من بلية ومصيبة { فمن نفسك } ، لأنك السبب فيها بما اكتسبت يداك { وَمَا أصابكم مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِير } [ الشورى : 30 ] وعن عائشة رضي الله عنها : " ما من مسلم يصيبه وصب ولا نصب ، حتى الشوكة يشاكها ، وحتى انقطاع شسع نعله إلا بذنب ، وما يعفو الله أكثر " { وأرسلناك لِلنَّاسِ رَسُولاً } أي رسولاً للناس جميعاً لست برسول العرب وحدهم ، أنت رسول العرب والعجم ، كقوله : { وَمَا أرسلناك إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ } [ سبأ : 28 ] ، { قُلْ ياأَيُّهَا الناس إِنّى رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } [ الأعراف : 158 ] ، { وكفى بالله شَهِيداً } على ذلك ، فما ينبغي لأحد أن يخرج عن طاعتك واتباعك .