تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{مَّآ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَۚ وَأَرۡسَلۡنَٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولٗاۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا} (79)

ما يصيبك أيها النبي الكريم ، من رخاء ونعمة وعافية فهو من فضل الله وجوده ، يتفضل به إحساناً منه إليك . أما ما يصيبك من شدة ومشقة وأذى فهو من نفسك لتقصيرٍ أو ذنب .

والخطاب ظاهُره للنبيّ ولكنه تصوير للنفس البشرية عامة ، وإن لم يقع منه عليه السلام ما يستوجب السيئة . وهذا كله ليعلّمنا أن كل شيء من عند الله ، على معنى أنه خالقُ الأشياء وواضع النظُم للوصول إلى هذا الأشياء بسعي الإنسان وكسبه . وأن الإنسان لا يقع فيما يسوءه إلا بتقصير منه في معرفة السبب والأسباب أو مخالفتها . ولقد أرسلناك يا محمد ، للناس جميعاً ، فليس لك دخل فيما يصيبهم من حسنات ولا سيئات ، وكفى بالله شهيدا .