أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحٗا قَرِيبًا} (27)

شرح الكلمات :

{ لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق } : أي جعل الله رؤيا رسوله التي رآها في النوم عام الحديبية حقاً .

{ لتدخلن المسجد الحرام إن شاء آمنين } : هذا مضمون الرؤيا أي لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين .

{ محلقين رؤوسكم ومقصرين } : أي حالقين جميع شعوركم أو مقصرينها .

{ لا تخافون } : أي أبداً حال الإِحرام وبعده .

{ فعلم ما لم تعلموا } : أي في الصلح الذي تَمَّ ، أي لم تعلموا من ذلك المعرة التي كانت تلحق المسلمين بقتالهم إخوانهم المؤمنين وهم لا يشعرون .

{ فجعل من دون ذلك فتحاً قريبا } : هو فتح خيبر وتحققت الرؤيا في العام القابل .

المعنى :

ما زال السياق في صلح الحديبية وما تم فيها من أحداث فقال تعالى { لقد صدق الله رسوله } أي محمداً صلى الله عليه وسلم { الرؤيا بالحق } أي الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر بها أصحابه عند خروجهم من المدينة إلى مكة فقد أخبر بها أصحابه فسروا بذلك وفرحوا ولما تم الصلح بعد جهاد سياسي وعسكري مرير ، وأمرهم الرسول أن ينحروا ويحلقوا اندهشوا لذلك وقال بعضهم أين الرؤيا التي رأيت ؟ ونزلت سورة الفتح عند منصرفهم من الحديبية وفيها قوله تعالى { لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون } ، وقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق فلما جاء العام القابل وفي نفس الأيام من شهر القعدة خرج رسول الله والمسلمون محرمين يُلبون وأخلت لهم قريش المسجد الحرام فطافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة وتحللوا من عمرتهم فمنعم المحلق ومنهم المقصر .

وقوله تعالى فعلم ما لم تعلموا فأثبت الصلح وقرره لأنه لو كان قتال ولم يكن صلح لهلك المؤمنون بمكة والمؤمنات بالحرب وتحصل بذلك معرة كبرى للمسلمين الذي قتلوا إخوانهم في الإِسلام هذا من بعض الأمور التي اقتضت الصلح وترك القتال وقوله وجعل من دون ذلك فتحا قريبا الصلح فتح ، وفتح خيبر فتح ، وفتح مكة فتح ، وكلها من الفتح القريب .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير أن رؤيا الأنبياء حق .

- تعبير الرؤيا قد يتأخر سنة أو أكثر .

- مشروعية الحق والتقصير للتحلل من الحج أو العمرة وإن الحلق أفضل لتقدمه .

- مشروعية قول إن شاء الله في كل قول أو عمل يراد به المستقبل .