التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (153)

{ وأن هذا صراطي مستقيما } الإشارة بهذا إلى ما تقدم من الوصايا أو إلى جميع الشريعة ، و{ أن } بفتح الهمزة والتشديد عطف على ما تقدم أو مفعول من أجله أي : فاتبعوه لأن هذا صراطي مستقيما وقرئ بالكسر على الاستئناف ، وبالفتح والتخفيف على العطف وهي على هذا مخففة من الثقيلة . { ولا تتبعوا السبل } الطرق المختلفة في الدين من اليهودية والنصرانية وغيرها من الأديان الباطلة ، ويدخل فيه أيضا البدع والأهواء المضلة ، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطا ، ثم قال : " هذا سبيل الله ، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال : هذه كلها سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه } .

{ فتفرق بكم عن سبيله } أي : تفرقكم عن سبيل الله والفعل مستقبل حذفت منه تاء المضارعة ولذلك شدده البزي .