الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (153)

أخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل } قال : اعلموا إنما السبيل سبيل واحد جماعة الهدى ومصيره الجنة ، وأن إبليس اشترع سبلاً متفرقة جماعها الضلالة ومصيرها النار .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ، ثم قال « هذا سبيل الله مستقيماً ، ثم خط خطوطاً عن يمين ذلك الخط وعن شماله ، ثم قال : وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ، ثم قرأ { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } » .

وأخرج أحمد وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن جابر بن عبد الله قال « كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطاً هكذا أمامه فقال : هذا سبيل الله ، وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال : هذا سبيل الشيطان . ثم وضع يده في الخط الأوسط وتلا { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه . . . } الآية » .

وأخرج عبد الرزاق وابن جبير وابن مردويه عن ابن مسعود « أن رجلاً سأله ما الصراط المستقيم ؟ قال : تركنا محمد صلى الله وعليه وسلم في أدناه وطرفه الجنة وعن يمينه جواد وعن شماله جواد ، وثم رجال يدعون من مر بهم ، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار ، ومن أخذ على الصراط المستقيم انتهى به إلى الجنة ، ثم قرأ ابن مسعود { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه } الآية » .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { ولا تتبعوا السبل } قال : الضلالات .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { ولا تتبعوا السبل } قال : البدع والشبهات .