الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (153)

قوله : { وأن هذا صراطي مستقيما ( فاتبعوه ){[22545]} } الآية [ 154 ] .

قوله { وأن هذا } من فتح{[22546]} ، جعلها في موضع نصب عطف على { ألا تشركوا }{[22547]} ، أو في موضع رفع عطف على { ألا تشركوا } على مذهب من أضمر{[22548]} الابتداء مع { ألا تشركوا }{[22549]} .

ومذهب الفراء أنها في موضع خفض بإضمار الخافض ، تقديره عنده : ( ذلكم وصاكم به وبأن هذا صراطي ){[22550]} ، وهذا بعيد{[22551]} ، لأن المضمر المخفوض{[22552]} لا يعطف عليه إلا بإعادة الخافض{[22553]} عند سيبويه{[22554]} وجميع البصريين . ومن خفف ( أن ){[22555]} جعلها مخففة من الثقيلة . وقيل : خففها عطفا على أن لا تشركوا ){[22556]} ، فخفف كما كان المعطوف عليه مخففا{[22557]} . ويجوز أن تكون{[22558]} ( أن ) في موضع رفع بالابتداء{[22559]} .

ويجوز أن تكون مخففة حكمها حكم المثقلة . ويجوز أن تكون ( أَنْ ) زائدة للتوكيد{[22560]} .

و{ هذا } في موضع رفع على قراءة من خفف ومن جعل ( أن ){[22561]} زائدة ، وفي موضع نصب على قراءة من شدد .

ومعنى الآية : وهذا الذي وصاكم به ربكم – في هاتين الآيتين{[22562]} – وأمركم بالوفاء به : هو صراطه ، أي : طريقه ، ودينه المستقيم ، ( أي ){[22563]} الذي لا اعوجاج به{[22564]} ، { فاتبعوه } أي : اجعلوه منهاجا تتبعونه ، { ولا تتبعوا السبل } أي : تسلكوا طرقا غيره ، { فتفرق بكم عن سبيله } أي : عن طريقه ودينه ، وهو الإسلام ، { ذلكم وصاكم به } : وصاكم{[22565]} بذلكم{[22566]} { لعلكم تتقون }{[22567]} .


[22545]:ساقطة من ب د.
[22546]:ب د : فتحها. وهي قراءة ابن كثير ونافع وعاصم وأبي عمرو في السبعة 273 و(عامة قراءة المدينة والبصرة وبعض الكوفيين) في تفسير الطبري 12/231، وهي قراءة الحسن أيضا في القطع 326.
[22547]:الأنعام آية 152. وانظر: حجة ابن زنجلة 277، وإعراب العكبري 549.
[22548]:د: اضم.
[22549]:في حجة ابن خالويه 152 الرد على {ألا تشركوا} من غير ذكر إعراب {وأن هذا}، وانظر: أحكام القرطبي 7/137.
[22550]:انظر: معانيه 1/364، وإعراب النحاس 1/592، وهو قول الكسائي أيضا في أحكام القرطبي 7/137.
[22551]:انظر: القطع 326 حيث ذكر تقديرين للفراء، هذا ثانيهما.
[22552]:أي: (الهاء) في قوله: {وصاكم به}.
[22553]:هو أحد وجهي فساد في إعراب العكبري 549.
[22554]:في الكتاب: (حرف الجر لا يضمر) 1/94، وانظر: التقدير عنده لأمثال الآية التي نحن في رحابها في 3/127.
[22555]:هي قراءة ابن أبي إسحاق في تفسير الطبري 12/232، وابن عامر في السبعة 273.
[22556]:هي في الآية 152 السابقة.
[22557]:انظر : تفسير الطبري 12/232 حيث علق عليها بقوله: (وإن كان مذهبا، فلا أحب القراءة به، لشذوذه عن قراءة قرأة الأمصار) وانظر: حجة ابن زنجلة 277 إلا أنه لم يعلق عليها، وكذا إعراب مكي 277، وإعراب ابن الأنباري 1/349.
[22558]:غير منقوطة في أ. ب د: يكون. ولعل الصواب ما أثبته.
[22559]:انظر: إعراب النحاس 1/592، والكشف 1/457.
[22560]:انظر: أحكام القرطبي 7/137.
[22561]:ب د: جعلها.
[22562]:أي: 152، 153 السابقتان.
[22563]:ساقطة من ب د.
[22564]:ب د: فيه.
[22565]:ب د: أي: وصاكم.
[22566]:د: بذلك.
[22567]:انظر: تفسير الطبري 12/228، 229.