الآية 153 وقوله تعالى : { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه } يحتمل وجوها : يحتمل : { وأن هذا } الذي ذكر في هذه الآيات من أمره ونهيه وتحليله وتحريمه { صراطي مستقيما فاتبعوه } على ما قاله أهل التأويل : إنها آيات محكمات لم ينسخهن شيء في جميع الكتب ، وهن محكمات{[7945]} على بني آدم كلهم .
ويحتمل قوله تعالى : { وأن هذا صراطي مستقيما } الذي دعا إليه الرسل من كل شيء هو { صراطي مستقيما } لأن الرسل يدعون إلى ما يدعون بالحجج والبراهين .
ويحتمل قوله تعالى : { وأن هذا صراطي مستقيما } أصل الدين ووحدانية الله وإخلاص الأنفس له على غير إشراك في عبادته وألوهيته ، أو أن يكون قوله تعالى { وأن هذا } الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو{[7946]} الذي ذكر في القرآن أولا{[7947]} ذكر هذا ، ولم يشر إلى شيء بعينه . فيحتمل ما ذكرنا .
وقوله تعالى : { ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } أمر عز وجل باتباع ما ذكر من الصراط المستقيم ، ونهى عن اتباع السبل ؛ لأن غيره من الأديان المختلفة والأهواء المتشتتة لا حجة لها{[7948]} ، ولا برهان ، وما ذكر من الصراط المستقيم هو دين بحجة وبرهان لا كغيره{[7949]} من الأديان ، وإن كان يدعي كل من [ أصحاب تلك الأديان ]{[7950]} أن الذي هو عليه دين الله وسبيله { ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } المحرمات والمناهي والمعاصي التي ذكر في هذه ، و{ لعلكم تتقون } السبل والأديان المختلفة .
وأصله أن السبيل المطلق سبيل الله ، والدين المطلق دين الله والكتاب المطلق كتاب الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.