بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (153)

قوله تعالى : { وَأَنَّ هذا صراطي مُسْتَقِيمًا } قرأ حمزة والكسائي { وإن هذا } بكسر الألف على معنى الابتداء . وقرأ الباقون بالنصب على معنى البناء . وقرأ ابن عامر { وَأَنَّ هذا } بجزم النون . لأن أن إذا خففت منعت عملها . ومعنى الآية : إن هذا الإسلام ديني الذي ارتضيته طريقاً مستقيماً { فاتبعوه وَلاَ تَتَّبِعُواْ السبل } يعني : لا تتبعوا اليهودية والنصرانية . ويقال : { هذا صراطي مستقيماً } . يعني : طريق السنة والجماعة { فاتبعوه ولا تتبعوا السبل } يعني : الأهواء المختلفة . وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أن النبي عليه السلام خطَّ بالأرض خطاً مستقيماً ، ثم خطّ بجنبيه خطوطاً ، ثم قال : هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل يعني : الطريق الذي بجنبي الخط ، يعني به : الأهواء المختلفة .

ثم قال : { فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } يعني : فيضلكم عن دينه { ذلكم وصاكم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } يعني يجتنبون الأهواء المختلفة .