النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (153)

قوله عز وجل : { وََأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ } فيه قولان :

أحدهما : القرآن .

والثاني{[1011]} : الشرع وسُمِّيَ ذلك صراطاً ، والصراط هو الطريق لأنه يؤدي إلى الجنة فصار طريقاً إليها .

{ فَاتَّبِعُوهُ } يعني في العمل به .

{ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : ما تقدم من الكتب المنزلة نسخها بالقرآن ، وهو محتمل .

والثاني : ما تقدم من الأديان المتقدمة نسخها بالإسلام وهو محتمل .

والثالث{[1012]} : البدع والشبهات .

{ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } يعني عن طريق دينه .

ويحتمل وجهاً ثانياً : أن يكون سبيله نصرة دينه وجهاد أعدائه ، فنهى عن التفرق وأمر بالاجتماع{[1013]} .


[1011]:- سقط من ق.
[1012]:- سقط من ق.
[1013]:- سقط من ق.