جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} (153)

{ وأنّ هذا } : إشارة إلى ما في الآيتين ، وقيل إلى ما في السورة ، { صراطي } : ديني ، { مستقيما } : لا عوج فيه ، { فاتّبعوه } : عطف على لا تشركوا ( وأن هذا صراطي ) إلخ علة الاتباع أي : لأن ( هذا ) إلخ ، والجمع بين حرف العطف الواو والفاء عند تقديم المعمول فصلا بينهما شائع ، وربك فكبر ، وقيل عطف على لعلكم تذكرون أي وصاكم به لأن هذا ديني المستقيم ، { ولا تتّبعوا السُّبُل } أي : الطرق المختلفة التي عدا هذا الطريق ، { فتفرّق بكم } الباء للتعدية ، { عن سبيله } : الذي هو اتباع الحق ، { ذلكم } : الاتباع ، { وصّاكم به لعلكم تتّقون{[1555]} } : الضلال .


[1555]:أخرج أحمد وابن حميد وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود قال: خط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطا بيده ثم قال: (هذا سبيل الله مستقيما) ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله، ثم قال: (وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ هذه الآية، وقال ابن مسعود: من سره أن ينظر إلى الصحيفة التي عليها خاتم محمد -صلى الله عليه وسلم- فليقرأ هؤلاء الآيات. أخرجه الترمذي وحسنه/12 فتح.