التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{نٓۚ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا يَسۡطُرُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة القلم

مكية إلا من آية 17 إلى غاية آية 33 ومن آية 48 إلى غاية آية 50 فمدنية وآياتها 52 نزلت بعد العلق .

{ ن } حرف من حروف الهجاء ، وقد تقدم الكلام عليها في البقرة . ويختص ن بأنه قيل : إنه حرف من الرحمن ، فإن حروف الرحمن ألف ولام وراء وحاء وميم ون .

وقيل : إن نون هنا يراد به الحوت ، وزعموا أنه الحوت الأعظم الذي عليه الأرضون السبعة ، وهذا لا يصح ، على أن نون بمعنى الحوت معروف في اللغة ومنه ذو النون .

وقيل : إن نون هنا يراد به الدواة ، وهذا غير معروف في اللغة ، ويبطل قول من قال : إنه الحوت أو الدواة ، بأنه لو كان كذلك لكان معربا بالرفع أو النصب أو الخفض ، ولكان في آخره تنوين ، فكونه موقوفا دليل على أنه حرف هجاء ، نحو ألم وغيره من حروف الهجاء الموقوفة .

{ والقلم وما يسطرون } اختلف فيه على قولين :

أحدهما : أنه القلم الذي كتب به اللوح المحفوظ فالضمير في { يسطرون } للملائكة .

والآخر : أنه القلم المعروف عند الناس أقسم الله به لما فيه من المنافع والحكم والضمير في { يسطرون } على هذا لبني آدم .