سورة القلم مكية وآياتها ثنتان وخمسون ، نزلت بعد سورة العلق . ويستبعد المرحوم سيد قطب أنها نزلت بعد سورة اقرأ ، فيقول : " والذي نرجّحه بشأن هذه السورة أنها ليست الثانية في ترتيب النزول ، وأنها نزلت بعد فترة من البعثة النبوية ، بعد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة العامة ، وبعد قوله تعالى : { وأنذر عشيرتك الأقربين } 214 الشعراء . وبعد نزول طائفة من القرآن فيها شيء من قصص الأولين وأخبارهم . . . " ويقدّر أنها نزلت بعد ثلاث سنوات من الدعوة .
والسورة تُعنى بالدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعث همته ، وتقوية عزيمته ، ليبقى متمسكا بالحق من غير ملاينة فيه لأحد ، بعد أن تُثبت له الأجر العظيم ، والخُلق العظيم وتثبته بقوله تعالى : { فستبصر ويبصرون ، بأيكم المفتون } . . . .
ثم قوّت عزيمته حول موقف المجرمين من دعوته ، وما أعد لهم من العذاب { فلا تطع المكذبين ، ودّوا لو تدهن فيدهنون ، ولا تطع كل حلاّف مهين . . . } .
ثم ضربت مثلا لكفار مكة في جحودهم وكفرانهم نعمة الله العظمى ، ببعثه الرسول العظيم إليهم ، رحمة وتشريفا لهم لأنه منهم ، وشبهت ما وقع لأهل مكة من العذاب ، بما وقع لأصحاب الجنة البخلاء ، الذين حذر بعضهم بعضا بقولهم : { أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكين } ، وساروا إليها في أول النهار ، وهم على هذه النية السيئة ، فلما وصلوا إليها وإذا بها محترقة خاوية على عروشها ، فلما رأوها كذلك { قالوا إنا لضالون } .
ثم بشرت المؤمنين بما لهم عند ربهم من جنات ونعيم ، { أفنجعل المسلمين كالمجرمين ، ما لكم كيف تحكمون } . ثم أنكرت على المكذبين ما يدعونه لأنفسهم بغير حق ، وعمدت إلى تخويفهم بوصف حالهم في الآخرة ، وتهديدهم ، ثم إلى النصح لرسول الله بالصبر والاحتمال { فاصبر لحكم ربك . . . } ثم ختمت السورة بتمجيد القرآن الكريم ، وأن دعوته صلى الله عليه وسلم للعالمين أجمعين .
ن : حرف من حروف المعجم التي بُدئت بها بعض السور ، وقد تقدّم الكلام عليها .
أقسَم اللهُ تعالى بالقلم وما يُسطَر من الكتب ، وفي هذا تعظيمٌ للقلم والكتابة والعِلم الذي جاء به الإسلام وحثّ عليه من أول آية نزلت { اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ . . . . } [ العلق : 1 ] .
يقسم الله تعالى بنون والقلم وما يسطرون ، منوّهاً بقيمة الكتابة معظّماً لشأنها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.