فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{نٓۚ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا يَسۡطُرُونَ} (1)

مقدمة السورة:

( 68 ) سورة القلم مكية

وآياتها اثنتان وخمسون

كلماتها : 300 ؛ حروفها : 1456 .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ ن والقلم وما يسطرون ( 1 ) }

{ ن } مثلها مثل حروف المعجم التي افتتحت بها بعض سور القرآن الكريم مثل { ص } و{ ق } والكلام فيها كالكلام في تلك الحروف : إما أن تكون أسماء للسور ، أو قد أراد الله بها تحدي العرب الفصحاء الذين نزل القرآن بلغتهم ، إذ الكتاب العزيز مكونة كلماته من حروف كالتي ينطقون بها ، ومع ذلك عجزوا عن الإتيان بمثله .

{ والقلم } أقسم الله تعالى به لعظمته ، كما امتن به على البشر فقال : { الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم }{[7485]} .

{ وما يسطرون } ما يكتبونه ويتعلمونه .

وربما يراد به جنس القلم الذي تكتب به الملائكة ، وما يسطرون ويكتبون من أفعال العباد .

وفي المعنى الأول عبرة تبصر بدرجة العلم ووسائله ، وعظة أن نحرص على طلبه وتدارسه .

وفي المعنى الثاني عبرة تذكر بعظيم سلطان الله وجنده ، وعظة أن نحذر اكتساب الآثام حتى لا نجزى بها يوم العرض على الملك العلام .


[7485]:- سورة العلق. الآيتان 4، 5.