النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَقَدۡ عَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبۡلُ فَنَسِيَ وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُۥ عَزۡمٗا} (115)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلَى آدَمَ . . . } فيه تأويلان :

أحدهما : يعني فترك أمر ربه ، قاله مجاهد .

الثاني : أنه نسي من النسيان والسهو . قال ابن عباس : إنما أخذ الإِنسان من أنه عهد إليه فنسي .

{ . . . وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : صبراً ، قاله قتادة .

الثاني : حفظا ، ً قاله عطية{[1934]} .

الثالث : ثباتاً . قال أبو أمامة : لو قرنت أعمال{[1935]} بني آدم بحلم آدم لرجح حلمه على حلمهم ، وقد قال الله : { وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } .

الرابع : عزماً في العودة إلى الذنب ثانياً{[1936]} .


[1934]:هو عطية العوفي.
[1935]:أعمال: لعل الصواب أحلام كما في تفسير القرطبي وكما يقتضي السياق
[1936]:هذا مقول ابن كيسان.