محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَقَدۡ عَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبۡلُ فَنَسِيَ وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُۥ عَزۡمٗا} (115)

ثم أشار تعالى إلى أخذه العهد على بني آدم ، من اتباعهم كل هدى يأتيهم منه سبحانه ، وترتب الفوز عليه . وإلى أن الإعراض عنه من وسوسة الشيطان ، العدو لهم ولأبيهم قبلهم . وترتب الشقاء عليه ، بقوله سبحانه :

{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ( 115 ) } .

{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ } أي من قبل هذا الزمان ، أن لا يقرب من الشجرة { فَنَسِيَ } أي العهد { وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا } أي تصميما في حفظه . إذ لو كان كذلك ، لما أزله الشيطان ولما استطاع أن يغره . كما بينه الله تعالى بقوله :

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى ( 116 ) } .