جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ عَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبۡلُ فَنَسِيَ وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُۥ عَزۡمٗا} (115)

{ وَلَقَدْ {[3211]}عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ } : أمرناه ، يقال في وصايا الملوك وأوامرهم عهد إليه ، وعزم عليه ، { مِن قَبْلُ } : قبل هؤلاء الذين نقضوا عهدي فكذبوك { فَنَسِيَ } أي : وصيناه أن لا يقرب الشجرة فترك ما وصى به ، وقيل : لم يعتني بالعهد حتى غفل عنه ، { وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا {[3212]} } : تصميم رأي حيث أطاع عدوه ، والوجود إن كان بمعنى العلم فله عزما مفعولاه ، وإن كان بمعنى الوجود المناقض للعدم فله إما ظرف لغو ، أو حال من عزما .


[3211]:لما تقدم قوله: "كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق" ذكر قصة آدم إنجازا للوعد، وأيضا لما قال: "لعلهم يتقو ن أو يحدث لهم ذكرا" أردفه بهذه القصة كأنه قال إن طاعة بني آدم للشيطان، وتركهم التحفظ من وساوسه أمر قديم فإنا عهدنا إلى آدم من قبل، وبالغنا في تنبهه حيث قلنا له: "إن هذا عدو لك ولزوجك" ثم إنه مع ذلك نسي وترك العهد، وأيضا لما قال: "وقل ربي زدني علما" ذكر بعده قصة آدم لتدل على ضعف قوة البشرية عن التحفظ فيحتاج حينئذ إلى الاستعانة بربه في أن يوفقه لتحصيل العلم ويجنبه عن السهو والنسيان / 12 كبير ملخصا.
[3212]:قيل: لم نجد له عزما على الذنب، بل وقع منه خطأ / 12 وجيز.