{ وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ } الآية يقول الله سبحانه : وإن يضيّع هؤلاء الذين نصرّف لهم في القرآن الوعيد عهدي ويخالفوا أمري ويتركوا طاعتي فقد فعل ذلك أبوهم آدم ( عليه السلام ) حيث عهدنا إليه أي أمرناه وأوصينا إليه { فَنَسِيَ } فترك الأمر والعهد ، نظيره قوله
{ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } [ التوبة : 67 ] أي تركوا أمر الله فتركهم الله في النار . هذا قول أكثر المفسرين .
وقال ابن زيد : نسي ما عهد الله إليه في ذلك ، ولو كان له عزم ما أطاع عدوّه إبليس الذي حسده وأبى أن يسجد له ، وعصى الله الذي كرّمه وشرّفه ، وعلى هذا القول يحتمل أن يكون آدم في ذلك القول بالنسيان مأخوذ ، وإن كان هو اليوم عنّا مرفوعاً .
{ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } قال ابن عباس : حفظاً لما أُمر به ، قتادة ومقاتل : صبراً ، ابن زيد : محافظة على أمر الله وتمسّكاً به ، الضحّاك : صريمة أمر ، عطية : رأياً ، وقيل : جزماً ، ابن كيسان : إصراراً وإضماراً على العود إلى الذنب ثانياً ، وأصل العزم النيّة واعتقاد القلب على الشيء .
قال أبو أمامة : لو أنّ أحلام بني آدم جمعت منذ يوم خلق الله سبحانه آدم إلى يوم تقوم الساعة ، ووضعت في كفّة ميزان ، ووضع حلم آدم في الكفّة الأُخرى لرجح حلمه بأحلامهم ، وقد قال الله تعالى { وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.