{ وخذ بيدك ضغثا } قبضة ريحان أو حشيش أو قضبان . وفي اللسان : هو قبضة من قضبان مختلفة يجمعها أصل واحد ، مثل الاسل والكراث والثمام . روي أنه عليه السلام أخذ حزمة من أسل فيها مائة عود ، وهو قضبان رقاق لا ورق لها يعمل منه الحصر . وروي أنه أخذ عثكال النخل وهو شماريخه . { فاضرب به } امرأتك{ ولا تحنث } في يمينك . وكان قد حلف أن يضربها مائة ضربة إذا برأ بسبب إبطائها عليه ؛ فحلل الله يمينه بأهون شيء عليهما لحسن خدمتها له . وهذه الرخصة باقية في شريتنا . وقيل : هي خاصة بأيوب عليه السلام .
قوله : { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ } معطوف على { اركضْ } . والضغث ، هو الحزمة أو القبضة الصغيرة من الحشيش . وهذا يدل على سابق يمين من أيوب وهو مريض . إذ حلف على أن يضرب امرأته مائة جلدة . ولقد اختلفوا في السبب الذي جعله يحلف مثل هذه اليمين . وأصوب ما ذُكر في ذلك من أسباب أنها خالفته في بعض المهمات ؛ إذ ذهبت في بعض شأنه فأبطأت فحلف ؛ ليضربها مائة إذا برئ من مرضه . ولما كانت حسنة الخلق ، صابرة مطيعة لله حلّلَ الله يمينه بأهون طريقة عليه وعليها وهي أن يضربها بقبضة من حشيش مختلط الرطب باليابس . وبذلك فقد بَرَّ أيوب بيمينه وَوَفّى بما ألزم نفسه به من قسم ؛ فإنه ما كان ينبغي له أن يجازي هذه المرأة المؤمنة الصابرة الفضلى بالضرب المؤلم وقد كانت خير معوان له في حياته بعظيم خدمتها له وبالغ حَدْبها واصطبارها عليه في سنِّي الكرب والشدة .
قوله : { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ذلك إكرام من الله لعبده ونبيه أيوب عليه السلام بثنائه عليه لصبره على البلاء ؛ إذ لم يحمله ذلك على الجزع أو الخروج عن طاعة الله { نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } رجّاع إلى الله بالإنابة والخشوع والطاعة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.