صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (30)

{ فلعرفتهم بسيماهم } أي بعلامات تسمهم بها . يقال : سوم الفرس تسويما ، جعل له سيمة أي علامة . { ولتعرفنهم في لحن القول } لحن القول : أسلوب من أساليبه المائلة عن الطريق المعروفة ؛ كأن يعدل عن ظاهره من التصريح إلى التعريض والإبهام . وكان المنافقون يصطلحون فيما بينهم على ألفاظ يخاطبون بها الرسول صلى الله عليه وسلم مما ظاهره حسن ويريدون به القبيح ، ومما ظاهره الاتباع وهم بخلاف ذلك . يقال : لحنت له ألحن لحنا ، إذا قلت له قولا يفهمه عنك ويخفي على غيره ؛ فلحنه هو – بالكسر – أي فهمه . ويقال : فهمته من لحن كلامه وفحواه ومعاريضه بمعنى واحد .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (30)

قوله : { ولو نشاء لأريناكهم } لو نشاء لعرفناك أشخاص هؤلاء المنافقين فعرفتهم عيانا { فلعرفتهم بسيماهم } أي فلتعرفنهم بعلامات النفاق التي تبدوا من سلوكهم وتصرفهم ، في نظراتهم وخطابهم وقسمات وجوههم { ولتعرفنهم في لحن القول } و { لحن القول } فحواه ومعناه{[4245]} أي فلتعرفنهم مما يبدو من كلامهم الذي يكشف عن مقاصدهم وأسرارهم . قال عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه .

قوله : { والله يعلم أعمالكم } الله خبير بما يعلمه الناس من خير أو شر فلا يخفى عليه من ذلك شيء .


[4245]:مختار الصحاح ص 594