لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (30)

قوله جلّ ذكره : { وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِِ } .

أي في معنى الخطاب ، فالأَسِرَّةُ تَدُلُّ على السريرة ، وما يخامر القلوبَ فَعَلى الوجوهِ يلوحُ أثرُه :

لستُ ممن ليس يدري *** ما هوان من كرامة

إنَّ للحبِّ وللبغضِ على الوجه علامة *** . . .

والمؤمنُ ينظر بنور الفراسة ، والعارفُ ينظر بنورِ التحقيق ، والموحِّدُ ينظر بالله فلا يستتر عليه شيء .

ويقال : بصائرُ الصديقين غيرُ مُغَطَّاة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سدوا كل خوخة غير خوخة أبي بكر " .