صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَتَرَىٰهُمۡ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا خَٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرۡفٍ خَفِيّٖۗ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِي عَذَابٖ مُّقِيمٖ} (45)

{ خاشعين من الذل } خاضعين متضائلين بسبب الذل ؛ من الخشوع وهو الانكسار والتواضع . { ينظرون من طرف خفي } أي يبتدئ نظرهم من تحريك ضعيف لأجفانهم بمسارقة النظر ؛ كما يرى المصبور ينظر إلى السيف . وهكذا الناظر إلى المكاره لا يقدر أن يفتح أجفانه عليها ويملأ عينيه منها ؛ كما يفعل في نظره إلى ما يحب .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَتَرَىٰهُمۡ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا خَٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرۡفٍ خَفِيّٖۗ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِي عَذَابٖ مُّقِيمٖ} (45)

{ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } أي : على النار { خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ } أي : ترى أجسامهم خاشعة للذل الذي في قلوبهم ، { يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ } أي : ينظرون إلى النار مسارقة وشزرا ، من هيبتها وخوفها .

{ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا } حيث ظهرت عواقب الخلق ، وتبين أهل الصدق من غيرهم : { إِنَّ الْخَاسِرِينَ } على الحقيقة { الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } حيث فوتوا أنفسهم جزيل الثواب ، وحصلوا على أليم العقاب وفرق بينهم وبين أهليهم ، فلم يجتمعوا بهم ، آخر ما عليهم . { أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ } أنفسهم بالكفر والمعاصي { فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ } أي : في سوائه ووسطه ، منغمرين لا يخرجون منه أبدا ، ولا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون .