إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَتَرَىٰهُمۡ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا خَٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرۡفٍ خَفِيّٖۗ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِي عَذَابٖ مُّقِيمٖ} (45)

{ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } أيْ عَلَى النَّار المدلولِ عليها بالعذابِ ، والخطابُ في الموضعينِ لكلِّ مَنْ يتأتَّى منْهُ الرؤيةُ . { خاشعين مِنَ الذل } متذللينَ مُتضائلينَ مِمَّا دهاهُم . { يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِي } أي يبتدئ نظرُهم إلى النَّارِ من تحريكٍ لأجفانِهم ضعيفٍ كالمصبورِ{[715]} ينظرُ إلى السيفِ . { وَقَالَ الذين آمَنُوا إِنَّ الخاسرين } أي المتصفينَ بحقيقةِ الخُسرانِ { الذين خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ } بالتعريضِ للعذابِ الخالدِ . { يَوْم القيامة } إِمَّا ظرفٌ لخسِرُوا فالقولُ في الدُّنيا أوْ لقالَ ، فالقولُ يومَ القيامةِ أي يقولونَ حينَ يَرَونهم على تلك الحالِ . وصيغةُ الماضِي للدلالةِ على تحققهِ . وقولُه تعالى : { أَلاَ إِنَّ الظالمين فِي عَذَابٍ مقِيمٍ } إمَّا من تمامِ كلامِهم ، أو تصديقٌ منَ الله تعالى لَهُم .


[715]:المصبور: المصبور صبرا؛ هو المحبوس حتى يقتل وقد مر تفسيره فيما سبق.