صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ} (255)

{ الحي }أي الباقي الذي له الحياة الدائمة التي لا فناء لها . لم تحدث له الحياة بعد موت ، ولا يعتريه الموت بعد الحياة ، وسائر الأحياء سواه يعتريهم الموت والفناء .

{ القيوم }الدائم القيام بتدبير أمر الخلق وحفظهم ، والمعطي لهم ما به قوامهم . وهو مبالغة في القيام ، وأصله قيووم –وزن فيعول- من قام بالأمر إذا حفظه وبره .

{ لا تأخذه سنة }أي نعاس ، وهو الفتور أول النوم مع بقاء الشعور والإدراك ، ويقال له غفوة .

مصدر وسن الرجل يوسن وسنا وسنة ، فهو وسن ووسنان ، إذا نعس . والمراد أنه تعالى لا يغفل عن تدبير أمر خلقه أبدا .

{ وسع كرسيه }الكرسي غير العرش ، وهما مخلوقان لله تعالى ، كالسموات والأرض . ومن المتشابه الذي استأثر الله بعلمه ، فنفوض علم حقيقتهما إليه تعالى ، مع كمال تنزيهه عن الجسمية ، وعن مشابهة المحدثات ، { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } {[68]} . وعن ابن عباس رضي الله عنهما تفسير الكرسي بالعلم ، وهو قول مجاهد . وفسر بالملك والسلطان والقدرة ، وهي معان مجازية .

{ ولا يئوده حفظهما }لا يثقله ولا يشق عليه حفظهما . يقال : آده الأمر أوالحمل-من باب قال- أثقله فهو مئود ، كمقول .


[68]:: آية 11 الشورى.