تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ} (255)

{ الله لا إله إلا هو الحي القيوم } قال الحسن : القائم على كل نفس بكسبها يحفظ عليها عملها حتى يجازيها به { لا تأخذه سنة ولا نوم } قال : الحسن : السنة : النعاس ، والنوم يعني النوم الغالب .

قال محمد : يقال : وسن الرجل يوسن وسنا إذا نعس .

{ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } كقوله : { ما من شفيع إلا من بعد إذنه } [ يونس : 3 ] وكقوله : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } [ الأنبياء : 28 ] { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } قال الحسن : يعني أول أعمالهم وآخرها { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } يعني ما يعلم الأنبياء من الوحي { وسع كرسيه السماوات والأرض } [ قال قتادة يعني : ملأ كرسيه السماوات والأرض ] .

يحيى : عن المعلى بن هلال ، عن عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : إن الكرسي الذي وسع السماوات والأرض لموضع القدمين ، ولا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه{[167]} .

{ ولا يئوده حفظهما } قال مجاهد : أي لا يثقل عليه . قال محمد : يقول : آده الشيء يئوده ، وفيه لغة أخرى : وأده يئده .


[167]:أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (2/454، ح1020) ابن خزيمة في التوحيد (1/248، 249، ح 156 – 158) أبو الشيخ في العظمة (ح196) الحاكم في المستدرك (2/282)، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والطبراني في الكبير (12/39، ح 12404) وقال الحافظ الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد (6/323).