تفسير الأعقم - الأعقم  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ} (255)

فصل في آية الكرسي ، نفع الله بها ، منقول من الكشاف :

روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال : " من قرئت هذه الآية في بيته إلاَّ هجرته الشياطين ثلاثين يوماً ولا يدخله ساحر ولا ساحرة اربعين ليلة يا علي علمها اهلك وولدك وجيرانك فما نزلت آية أعظم منها " وعن علي ( عليه السلام ) : " سمعت نبيكم على اعواد المنبر وهو يقول من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الا الموت ولا يواظب عليها الا صدّيقٌ أو عابدٌ ومن قرأها اذا اخذ مضجعه أمَّنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والابيات حوله " وتذاكر الصحابة أفضل ما نزل من القرآن فقال لهم علي ( عليه السلام ) : " اين انتم عن آية الكرسي " ثم قال : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " يا علي سيّد البشر آدم وسيد العرب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا فخر وسيد الفرس سلمان وسيد الروم صهيب وسيد الحبشة بلال وسيد الجبال جبل طور سيناء وسيد الايام يوم الجمعة وسيد الكلام القرآن وسيد القرآن البقرة وسيد البقرة آية الكرسي " وعن علي ( عليه السلام ) انه قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " فيها خمسون كلمة في كل كلمة خمسون بركة " وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من قرآ آية الكرسي صرف الله عنه ألف مكروه الدنيا وألِف مكروه الآخرة أيسر مكروه الدنيا الفقر وايسر مكروه الآخرة عذاب القبر " وعن ابي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من خرج من منزله فقرأ آية الكرسي بعث الله سبعين الفاً من الملائكة يدعون له ويستغفرون له فإذا رجع الى منزله وقرأها نزع الله الفقر من بين عينيه " قوله تعالى : { الله لا اله الا هو } أي لا أحد يستحق الالهيَّة وتحق العبادة له غيره { الحَي } الباقي { القيوم } القائم على كل نفس بما كسبت { لا تأخذه سنةٌ } أي نعاس { ولا نوم } يعني مضجع نومه تعالى { إلا بإذنه } أي بأمره { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } ما كان قبلهم وما يكون بعدهم ، وقيل : ما بين أيديهم ما مضى من الدنيا وما خلفهم من الآخرة ، وقيل : ما بين أيديهم من الآخرة لأنهم يقدمون عليها وما خلفهم يعني من الدنيا لانهم خلفوها وراء ظهورهم { ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء } أي من علومه الا بما شاء ان يعلمهم به ويطلعهم عليه { وسع كرسيه السموات } يعني كرسيه أوسع من السموات والارض واختلفوا في الكرسي فقيل : علمه ومنه الكراسة لما ركبت فيها من العلم وقد يسمَّى العلماء كراسي ، وقيل : هو العرش ، وقيل : ملكه وقدرته وسلطانه { ولا يؤوده } أي لا يثقله ولا يشق عليه { حفظهما } أي حفظ السموات والارض { وهو العلي } عن الانداد والاشباه { العظيم } عظيم الشأن