المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ} (255)

تفسير الألفاظ :

{ القيوم } الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه ، من قام بالأمر يقوم به أي تولاه ورعاه . { لا تأخذه } لا تستولي عليه . { سنة } السنة فتور يتقدم النوم . { وسع كرسيه السموات والأرض } أي استوعب كرسيه الكون كله . والكرسي معروف . قيل كرسي الحقيقة وإنما هذا تصوير لعظمته . وقيل كرسيه مجاز عن علمه أو ملكه . { ولا يئوده حفظهما } أي ولا يشق عليه حفظهما . من آده الأمر يئوده أي شق عليه وبهظه .

تفسير المعاني :

قوله تعالى : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } إلى قوله وهو { العلي العظيم } يسمى بآية الكرسي ، وقد جمعت أصول صفات الحضرة الإلهية فهو واحد حي قيوم لا يلحقه فتور ولا نوم ، له ما خفي من العالم وما بطن ، مطلق التصرف لا يرد حكمه شفيع ، عالم بمضمرات الأمور لا يعلم أحد عنه شيئا إلا بتوفيقه ، وسع علمه كل شيء في السماوات والأرض ولا يشق عليه حفظهما وهو العلي العظيم .