صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{لَاهِيَةٗ قُلُوبُهُمۡۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجۡوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلۡ هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡۖ أَفَتَأۡتُونَ ٱلسِّحۡرَ وَأَنتُمۡ تُبۡصِرُونَ} (3)

{ لاهية قلوبهم } غافلة عنه ، لا تتأمل في آياته ولا تفكر في حكمه . يقال : لهي عنه – كرضي – ولها – كدعا – لهيا ولهيانا ، سلا وغفل وترك ذكره . وهو حال من فاعل " استمعوه " أو " يلعبون " .

{ وأسروا النجوى . . . } بالغوا في إخفاء تناجيهم بما يهدمون به أمر القرآن حتى لا يفطن أحد إلى أنهم يتناجون ؛ مبالغة في إحكام التدبير السيئ . والنجوى : المسارة بالحديث ؛ وقالوا : { هل هذا إلا بشر مثلكم } فكيف تصدقونه في دعوى الرسالة ! والرسول لا يكون إلا ملكا ! { أفتأتون السحر } أي أجهلتم أنه ساحر فتحضرون عنده وتقبلون منه{ وأنتم تبصرون } أي تعاينون سحراه ! ؟ وقد قالوا ذلك لزعمهم أن كل ما يظهر على يد البشر من الخوارق فهو من قبيل السحر .