الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (4)

قوله : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ )[ 3 ] .

الدين الجزاء في هذا الموضع( {[326]} ) .

وقد يكون الدين( {[327]} ) التوحيد ، نحو قوله : ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الاِسْلاَمُ )( {[328]} ) .

ويكون الدين الحكم ، نحو قوله : ( رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ )( {[329]} ) أي في حكمه . ويكون الدين الإسلام نحو قوله : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ )( {[330]} ) ، و( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الاِسْلاَمُ )( {[331]} ) .

وقال مجاهد ، " الدين الحساب " ، كما قال : ( غَيْرَ مَدِينِينَ ) [ الواقعة : 89 ] . أي غير محاسبين( {[332]} ) .

ويكون الدين العادة ، ولم يقع في القرآن .

وقد روى الزهري( {[333]} ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ( مالك )( {[334]} ) بألف . وأبو بكر( {[335]} ) ، وعمر ، وعثمان ، كذلك قرأوها( {[336]} ) وبذلك قرأ علي( {[337]} ) ، وابن مسعود وأُبي ، ومعاذ( {[338]} ) بن جبل وطلحة( {[339]} ) ، والزبير( {[340]} ) .

وبذلك قرأ عاصم( {[341]} ) والكسائي( {[342]} ) .

وقد بَيَّننا كشف وجوه القراءات في كتاب : " الكشف عن وجوه القراءات " ( {[343]} ) ، فأغنانا ذلك عن الكلام فيها في هذا الكتاب .

فأما من قرأ ، ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، فهم الأكثر من القراء وشاهده إجماعهم على ( مَلِكِ النَّاسِ )( {[344]} ) [ الناس : 2 ] بغير ألف( {[345]} ) .


[326]:- انظر: معاني الدين في مفردات الراغب 177-178، وإصلاح الوجوه والنظائر 178-179.
[327]:- في ع1: دين.
[328]:- آل عمران آية 19.
[329]:- النور آية 2.
[330]:- التوبة آية 33.
[331]:- آل عمران آية 19.
[332]:- انظر: صحيح البخاري 5/146، وتفسير مجاهد 1/68، والمحرر الوجيز 1/14.
[333]:- هو أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري المدني، الحافظ. روى عن ابن عمر وسهيل بن سعد. وروى عنه مالك، والأوزاعي، والليث (ت124هـ). انظر: تذكرة الحفاظ 1/108 وطبقات القراء 2/262.
[334]:- في ع2: ملك وهو تحريف.
[335]:- في ع1، ع2، ع3: أبا بكر.
[336]:- انظر: سنن أبي داود 4/37 وسنن الترمذي 5/185-186.
[337]:- هو أبو الحسن علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الخليفة الرابع. مناقبه كثيرة. عرض عليه القرآن أبو عبد الرحمن السلمي والدؤلي وغيرهما، استشهد سنة 40 هـ. انظر: طبقات ابن خياط، وطبقات ابن سعد 3/19، وتذكرة الحفاظ 1/10.
[338]:- هو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل الأنصاري عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه ابن عمر، وابن عباس وغيرهما (ت 18هـ). انظر: طبقات ابن خياط 103، وطبقات ابن سعد 2/347، وسير أعلام النبلاء 1/443، وتذكرة الحفاظ 1/27.
[339]:- هو أبو محمد طلحة بن عبيد الله القرشي، أحد المبشرين بالجنة استشهد يوم الجمل سنة 36هـ. انظر: طبقات ابن خياط 18 وطبقات ابن سعد 3/214.
[340]:- هو أبو عبد الله الزبير بن عبد الله حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المبشرين بالجنة. استشهد في معركة الجمل عام 36هـ. انظر: طبقات ابن خياط 13، وطبقات ابن سعد 3/100.
[341]:- هو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود، شيخ القراء بالكوفة أخذ القراءات عن السلمي والشيباني وغيرهما. وممن روى عنه حفص بن سليمان والأعمش (ت127هـ). انظر: طبقات ابن خياط 159 وطبقات القراء 1/364.
[342]:- انظر: كتاب السبعة 104، والتبصرة 54، والحجة 78، وكتاب العنوان 67، وتحبير التيسير 41.
[343]:- انظر: منه 25-33.
[344]:- الناس آية 2.
[345]:- انظر: كتاب السبعة 104، والتبصرة 54، والحجة 78، وكتاب العنوان 67، وتحبير التيسير 41.