قوله : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )[ 5 ] .
معناه ثبتنا ، لأنهم( {[381]} ) كانوا مهتدين ، وإنما هو رغبة إلى الله أن يثبتنا على ذلك حتى يأتي الموت ونحن عليه .
وقيل : معناه/ ألهمنا الثبات على الصراط المستقيم ، وهو دين الإسلام ، وهو مروي عن ابن عباس( {[382]} ) .
و " هَدَى " يكون بمعنى : " أَرْشَد( {[383]} ) " ، نحو قوله : ( وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ )( {[384]} ) ، أي أرشدنا .
ويكون بمعنى " بَيَّنَ " كقوله : ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ )( {[385]} ) ، أي بينّا لهم الصواب من الخطأ ، فاستحبوا( {[386]} ) الخطأ .
ويكون بمعنى " أَلْهَمَ " كقوله : ( ثُمَّ هَدَى )( {[387]} ) ، / أي ألهم الذَّكَر( {[388]} ) من الحيوان إلى إتيان الأنثى .
وقيل : معناه ألهم المصلحة ويكون هدى( {[389]} ) بمعنى " وَفَّقَ " كما قال " ( لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )( {[390]} ) أي لا يوفقهم .
والصراط المستقيم كتاب الله . وهو مروي عن النبي [ عليه السلام ]( {[391]} ) .
وقال ابن عباس : " هو الطريق إلى الله عز وجل " ( {[392]} ) .
وعن جماعة من الصحابة( {[393]} ) أنه الإسلام( {[394]} ) .
وقال جابر بن عبد الله( {[395]} ) : " هو الإسلام وهو أوسع مما( {[396]} ) بين السماء والأرض " ( {[397]} ) .
وعن أبي العالية( {[398]} ) أنه : " رسول الله صلى الله عليه وسلم/ وصاحباه( {[399]} ) أبو بكر وعمر( {[400]} ) " .
وهو قول الحسن( {[401]} ) .
وأصله الطريق الواضح( {[402]} ) .
وقال ابن الحنفية( {[403]} ) : " هو دين الله تعالى " ( {[404]} ) .
وسمي مستقيماً لأنه لا عوج فيه ولا خطأ .
وقيل : سمي بذلك لاستقامته بأهله إلى الجنة( {[405]} ) .
وأصل ( الْمُسْتَقِيمَ ) : " المُسْتَقْوِم " ( {[406]} ) ، فألقيت حركة الواو على القاف وبقيت الواو ساكنة فقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها . كما قالوا ميزان ، وهو من الوزن . وأصله " مِوْزَان " ، ثم قلبت الواو ياء لانكسار( {[407]} ) ما قبلها . وكذلك يقلبون الياء واواً إذا انضم ما قبلها نحو " مُوقِنٍ " و " موسِرٍ( {[408]} ) " لأنه من اليقين واليسار( {[409]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.