قوله : ( صِرَاطَ الذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) [ 6 ] .
صراط بدل( {[410]} ) من الأول( {[411]} ) .
والذين أنعم عليهم هم الأنبياء صلوات الله عليهم والصدِّيقون والصالحون بدلالة قوله : ( فَأُوْلَئِكَ مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيئينَ( {[412]} ) وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ )( {[413]} )( {[414]} ) .
وقيل : هم أصحاب النبي [ عليه السلام ]( {[415]} ) ، قاله الحسن .
وقيل( {[416]} ) : هم المؤمنون من بني إسرائيل الذين لم يغيروا ولا بدلوا ، بدليل قوله : ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ التِّي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ )( {[417]} ) . فلذلك قال هنا : ( صِرَاطَ الذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) .
وقيل : هم المسلمون( {[418]} ) .
وقال أبو العالية : " هم محمد [ عليه السلام ]( {[419]} ) وأبو بكر وعمر( {[420]} ) " .
وقال قتادة( {[421]} ) : " هم الأنبياء خاصة( {[422]} ) " .
وقال ابن عباس : " هم أصحاب موسى قبل أن يبدلوا( {[423]} ) " .
وهذا دعاء أمر الله عز وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعوا به وألا يكونوا( {[424]} ) مثل المغضوب/ عليهم –وهم اليهود- ، ولا مثل الضالين –وهم النصارى- ، ولا على صراطهم( {[425]} ) .
ودخلت " لا " في قوله : ( وَلاَ الضَّالِّينَ ) لئلا يتوهم أن ( الضَّالِّينَ ) عطف على ( الذِينَ ) في قوله : ( صِرَاطَ الذِينَ )( {[426]} ) . فبدخول " لا " ( {[427]} ) امتنع أن يتوهم متوهم ذلك إذ لا تقع " لا " إلا بعد نفي أو ما هو في معنى النفي .
وقيل : " لا " زائدة( {[428]} ) .
وقيل : هي تأكيد بمعنى( {[429]} ) : " غير( {[430]} ) " .
ولم يجمع ( الْمَغْضُوبِ ) ، لأنه في معنى الذين غضب عليهم/ فلا ضمير فيه إذ لا يتعدى( {[431]} ) إلا بحرف جر . فلو قدرت فيه ضميراً ، كنت قد عديته إلى مفعولين أحدهما بحرف جر/ وهذا ليس يحسن فيه . إنما تقول : " غضبت على زيد " و " غضب على زيد " . فالمخفوض يقوم مقام الفاعل . وكذلك ( عَلَيْهِمْ ) ، في موضع رفع يقوم مقام المفعول الذي لم يسم فاعله . والهاء والميم( {[432]} ) يعودان( {[433]} ) على الألف واللام .
والغضب من الله البعد من رحمته . والضلال الحيرة .
" و( غَيْرِ المَغْضُوبِ ) " خفض على النعت " للذين " ( {[434]} ) من قوله ( صِرَاطَ الذِينَ ) ، وحَسَنٌ ذلك لأنه شائع لا يراد به جمع بعينه فصار كالنكرة ، فجاز نعته " بغير " ، و " غير " نكرة وإن أضيفت( {[435]} ) إلى معرفة . ويجوز أن تخفض " غير " على البدل( {[436]} ) من [ الذين . وقد قرئ ]( {[437]} ) بالنصب على الحال أو على الاستثناء ، وقد شرحت هذا في كتاب : " مشكل الإعراب( {[438]} ) " بأشبع من هذا .
ويقول المأموم إذا سمع ( وَلاَ الضَّالِّينَ ) : آمين . ويقولها( {[439]} ) وحده . واختلف في قول الإمام إياها عن مالك( {[440]} ) .
و( آمين ) ، قيل : هو اسم من أسماء الله تعالى( {[441]} ) .
وقيل : هو دعاء بمعنى : " اللّهم استجب( {[442]} ) " .
وقال ابن عباس والحسن : " معنى " آمين " : كذلك يكون " . وهي تمد وتقصر( {[443]} ) لغتان( {[444]} ) .
والمؤمن داع . فقد قال الله لموسى وهارون : ( قَدُ اجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا )( {[445]} ) . وموسى كان( {[446]} ) هو الداعي ، وهارون يؤمن ، والمؤمن إذا قال : " اللهم استجب " فهو داع بالإجابة ، وهو مبني( {[447]} ) لوقوع موقع الدعاء/ وبني على حركة لالتقاء الساكنين وكان/ الفتح أولى به( {[448]} ) لأن قبل آخره ياء( {[449]} ) .
وروى أبو هريرة( {[450]} ) عن النبي [ عليه السلام ]( {[451]} ) قال : " إِذَا قَالَ الإمَامُ ( غَيْرِ( {[452]} ) المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ( {[453]} ) وَلاَ الضَّالِّينَ ) ، فَقُولُوا : آمِينَ ، فإنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " ( {[454]} ) ، أي من وافقه في الإجابة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.