الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (66)

ثم قال تعالى : { ألا إن لله{[31286]} من في السموات ومن في الأرض }[ 66 ] : أي : له كل شيء . فكيف يعبد هؤلاء غيره ؟ فليس يدعون في عبادتهم الأصنام شركاء له لأن كل شيء له . ما يتبعون في عبادتهم لها إلا الشك ، وما هم{[31287]} إلا يتخرصون{[31288]} والعامل{[31289]} الناصب للشركاء : ( يدعون ) ، ولا يعمل فيه ( يتبع ) لأنه نفي عنهم{[31290]} . وقد أخبرنا الله أنهم يعبدون الشركاء . ومفعول ( يتبع ) قام مقامه{[31291]} .

{ إن يتبعون إلا الظن }[ 66 ] لأنه هو ، فكأنه قال : وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إلا الظن . فالظن مفعول ( يتبع ) ، و( شركاء ) مفعول يدعون{[31292]} .


[31286]:ق: أولياء الله.
[31287]:ق: لهم.
[31288]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/143.
[31289]:ق: والعمل.
[31290]:ق: عليهم.
[31291]:انظر إعراب مكي 1/386.
[31292]:ساقطة من ط.