وقوله : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } [ 7 ] إلى قوله : { للكافرين حصيرا } [ 8 ] .
المعنى : أن الله أخبرنا عما قال لبني إسرائيل في التوراة لنتأسى {[40439]} بذلك {[40440]} .
{ إن {[40441]} أحسنتم } ، يا بني إسرائيل أي : [ إن ] {[40442]} أطعتم الله فيما أمركم به على نعمه {[40443]}
عندكم إذا دلكم {[40444]} من عدوكم { أحسنتم لأنفسكم } أي : ما فعلتم من ذلك لأنفسكم تفعلوه ، وعليكم يعود نفعه . { وإن أسأتم } أي : عصيتم {[40445]} الله [ عز وجل ] {[40446]} { فلها } أي : فإلى أنفسكم تسيئون . لأن ضرره عليكم يعود .
وقيل : معنى { فلها } أي {[40447]} : إليها {[40448]} . كما قال { أوحى {[40449]} لها } {[40450]} أي : {[40451]}إليها {[40452]} .
أي : فإلى {[40453]} أنفسكم يعود الضرر . وقيل {[40454]} : اللام على بابها [ على معنى ] {[40455]} فلها يكون العقاب على الإساء {[40456]} .
ثم قال تعالى {[40457]} : { فإذا جاء وعد الآخرة ليسيئوا وجوههكم } [ 7 ] .
والمعنى : فإذا جاء الفساد الثاني من فسادكم يا بني إسرائيل ، وهو قتلهم يحيي على ما {[40458]} ذكرنا { بعثنا عليكم } أي : خلينا بينكم وبينهم ، ولم نمنعهم {[40459]} منكم . فبعث الله عليهم بختنصر فقتل المقاتلة وسبى الذراري وأخذ ما وجد من الأموال ودخلوا بيت المقدس . وهو قوله : { وليدخلوا [ المسجد {[40460]} ] كما دخلوه أول مرة } فتبروه وخربوه وألقوا فيه الجيف والعذرة . وقيل : [ ليسوءا ] {[40461]} معناه : أمرناهم بغزوكم بما {[40462]} عصيتم وأفسدتم .
{ وليسئوا وجوهكم } [ أي {[40463]} ] : ليسوء {[40464]} المبعوثون عليكم وجوهكم .
ومن قرأ بفتح الهمزة {[40465]} ، فمعنى {[40466]} : " ليسوء " الوعد {[40467]} بسوء {[40468]} الله . أو ليسوء العذاب {[40469]} . ومن قرأ بالنون {[40470]} فهو على الأخبار عن الله جل ذكره {[40471]} .
وقوله : { وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة } [ 7 ] .
أي : كما دخلوه في الانتقامنكم في فسادكم الأول .
وقوله : { وليتبروا ما علوا تتبيرا } [ 7 ] .
قال قتادة معناه : ما علوا عليه {[40472]} . وقيل معناه : ويتبروا ما داموا عالين .
وحقيقة أن ما ، وما بعدها في موضع نصب على الظرف . والتقدير : وليتبروا وقت غلبتهم . والتتبير التدمير {[40473]} .
وقوله : { ما علوا } عند الزجاج [ ما {[40474]} ] في موضع الحال {[40475]} . أي : وليدمروا في حال علوهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.