الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا} (7)

وقوله : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } [ 7 ] إلى قوله : { للكافرين حصيرا } [ 8 ] .

المعنى : أن الله أخبرنا عما قال لبني إسرائيل في التوراة لنتأسى {[40439]} بذلك {[40440]} .

{ إن {[40441]} أحسنتم } ، يا بني إسرائيل أي : [ إن ] {[40442]} أطعتم الله فيما أمركم به على نعمه {[40443]}

عندكم إذا دلكم {[40444]} من عدوكم { أحسنتم لأنفسكم } أي : ما فعلتم من ذلك لأنفسكم تفعلوه ، وعليكم يعود نفعه . { وإن أسأتم } أي : عصيتم {[40445]} الله [ عز وجل ] {[40446]} { فلها } أي : فإلى أنفسكم تسيئون . لأن ضرره عليكم يعود .

وقيل : معنى { فلها } أي {[40447]} : إليها {[40448]} . كما قال { أوحى {[40449]} لها } {[40450]} أي : {[40451]}إليها {[40452]} .

أي : فإلى {[40453]} أنفسكم يعود الضرر . وقيل {[40454]} : اللام على بابها [ على معنى ] {[40455]} فلها يكون العقاب على الإساء {[40456]} .

ثم قال تعالى {[40457]} : { فإذا جاء وعد الآخرة ليسيئوا وجوههكم } [ 7 ] .

والمعنى : فإذا جاء الفساد الثاني من فسادكم يا بني إسرائيل ، وهو قتلهم يحيي على ما {[40458]} ذكرنا { بعثنا عليكم } أي : خلينا بينكم وبينهم ، ولم نمنعهم {[40459]} منكم . فبعث الله عليهم بختنصر فقتل المقاتلة وسبى الذراري وأخذ ما وجد من الأموال ودخلوا بيت المقدس . وهو قوله : { وليدخلوا [ المسجد {[40460]} ] كما دخلوه أول مرة } فتبروه وخربوه وألقوا فيه الجيف والعذرة . وقيل : [ ليسوءا ] {[40461]} معناه : أمرناهم بغزوكم بما {[40462]} عصيتم وأفسدتم .

{ وليسئوا وجوهكم } [ أي {[40463]} ] : ليسوء {[40464]} المبعوثون عليكم وجوهكم .

ومن قرأ بفتح الهمزة {[40465]} ، فمعنى {[40466]} : " ليسوء " الوعد {[40467]} بسوء {[40468]} الله . أو ليسوء العذاب {[40469]} . ومن قرأ بالنون {[40470]} فهو على الأخبار عن الله جل ذكره {[40471]} .

وقوله : { وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة } [ 7 ] .

أي : كما دخلوه في الانتقامنكم في فسادكم الأول .

وقوله : { وليتبروا ما علوا تتبيرا } [ 7 ] .

قال قتادة معناه : ما علوا عليه {[40472]} . وقيل معناه : ويتبروا ما داموا عالين .

وحقيقة أن ما ، وما بعدها في موضع نصب على الظرف . والتقدير : وليتبروا وقت غلبتهم . والتتبير التدمير {[40473]} .

وقوله : { ما علوا } عند الزجاج [ ما {[40474]} ] في موضع الحال {[40475]} . أي : وليدمروا في حال علوهم .


[40439]:ق: "لتتأسى".
[40440]:ط: لذلك.
[40441]:ط: فإن.
[40442]:ساقط من ط.
[40443]:ق: نعمة.
[40444]:ق: رالكم.
[40445]:ق: حصيتم.
[40446]:ساقط من ق.
[40447]:ط : إني.
[40448]:ق: إليهما.
[40449]:ق : فأوحى.
[40450]:الزلزلة:5.
[40451]:ط: إني.
[40452]:ط: "لها".
[40453]:ط: "قال".
[40454]:ط: وقال.
[40455]:ساقط من ق.
[40456]:ق: "الإساء" وهو قول ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/31.
[40457]:ساقط من ق.
[40458]:ط: كما.
[40459]:ق: "نمنعه".
[40460]:ساقط من ق.
[40461]:ساقط من ق.
[40462]:ق: مما.
[40463]:ساقط من ق.
[40464]:ط: ليسوءوا.
[40465]:وهي قراءة: أبي بكر، وابن عامر، وحمزة، وخلف. انظر: معاني الفراء 2/116، ومعاني الزجاج 3/228 والسبعة 378، وإعراب النحاس 2/416، والحجة 397، والكشف 2/42، والتيسير 139 والمحرر 10/264، والنشر 2/206، وتحبير التيسير 135.
[40466]:ط: فمعناه.
[40467]:ق: الوفد.
[40468]:ق: أو ليسوءوا الله.
[40469]:وهو قول الفراء، انظر: معاني القرآن 2/117، وإعراب النحاس 2/416.
[40470]:وهي قراءة الكسائي، انظر: معاني الفراء 2/117، ومعاني الزجاج، والسبعة 378، وإعراب النحاس 2/416، والحجة 398 والكشف 2/42، والتيسير 139 والمحرر 10/264، وفيه أنها مروية عن علي بن أبي طالب والنشر 2/306، وتحبير التيسير 135.
[40471]:ط: تعالى.
[40472]:انظر: قوله في جامع البيان 15/43، وإعراب النحاس 2/417.
[40473]:انظر: غريب القرآن 251.
[40474]:ساقط من ط.
[40475]:انظر: معاني الزجاج 3/228.